في إطار سعي مؤسسة الإمام الهادي(ع) للإعاقة السمعية والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل إلى تأمين بيئة دامجة تحترم إمكانات ذوي الاحتياجات الخاصة وطاقاتهم، وضمن رؤيتها التي تهدف إلى تحفيز مجتمعنا وتطوير معتقداته وذلك من خلال برامج التوعية الهادفة إلى تحسين ظروف دمج الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة لا سيما المعوقين بصرياً في مختلف المجالات الإجتماعية والتعليمية وخاصة المهنية ، فقد قامت المؤسسة بإنشاء مكتب خاص توظيف يهدف إلى تأمين وظائف مناسبة لمتخرجيها الذين يتم العمل على تأهيلهم وتدريبهم ومواكبتهم في سوق العمل، إضافة إلى التواصل مع مؤسسات المجتمع بهدف تعديل الإتجاهات المتعلقة بالنظرة إلى هؤلاء المتخرجين وقدراتهم.
وتأكيداً من المؤسسة على أن طلابها يمتلكون القدرة على أداء دور فاعل ومنتج في المجتمع، كذلك إيماناً من المؤسسة بضرورة الوصول إلى بيئة دامجة تحترم إمكانات ذوي الحاجات الخاصة وطاقاتهم ضمن مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، تم خلق مشروع "فرصة".
يأتي هذا المشروع إنطلاقا من رسالة كبرى أوصى بها المؤسس المرجع السيد محمد حسين فضل الله تدعو إلى إحترام حق ذوي الإحتياجات الخاصة في العمل والتعلم والإندماج في المجتمع على مبدأ المساواة بين الجميع، وبناءً عليه أصدرت جمعية الميرات الخيرية قرارا يلزم جميع المؤسسات التابعة لها بتطبيق القانون المتعلق بتوظيف ذوي الإحتياجات الخاصة. ونتيجة لذلك انضم إلى مؤسسات جمعية المبرات العديد منهم حيث دلت التجربة على صوابية توظيفهم ونجاح دمجهم في سوق العمل.
يشكّل مشروع "فرصة" صلة الوصل بين المؤسسات الإنتاجية وبين ذوي الإحتياجات الخاصة يهدف إلى تأمين الصالح العام للمؤسسات الإنتاجية الموظفة ولذوي الإحتياجات الخاصة. هو فرصة حقيقية لتحقيق الدمج الإجتماعي والمهني لهذه الفئة من المجتمع.
إن هذه المساعي تنطلق من خلال الالتزام بنصوص القانون اللبناني الخاص بالمعوقين 220/2000 والذي يؤكد على ضمان حقوقهم في التوظيف. ومن المبادئ الأساسية للمشروع "تحقيق العدالة بين الجميع والمساواة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والاستقلالية والمشاركة للوصول إلى الحقوق". وتنطلق من مواكبة المستجدات ومتطلباتها الاجتماعية والاقتصادية واعتماد التوجيهات المعيارية للتنمية الهادفة اجتماعيا واقتصادياً بما يعزز الأداء لدى المكفوفين.
كما ويعتمد مكتب التوظيف استراتيجية لدمج المعوقين في العمل تنطلق من التدريب وصولا إلى المتابعة بعد التوظيف، وتقوم هذه الإستراتيجية على الخدمات التالية:
- تدريب مكثف للشخص على الوظيفة المناسبة لقدراته ورغباته في مكان موازٍ لمكان العمل الفعلي.
- إجراء زيارات ميدانية لسوق العمل وللمؤسسات الإنتاجية.
- تحديد الوظائف المتاحة والقيام بدراسة مفصلة لكل وظيفة.
- اختيار الشخص المناسب للوظيفة المناسبة.
- متابعة مكثفة للموظف خلال الفترة التجريبية التي تتراوح بين شهر واحد وثلاثة أشهر.
- إجراء التعديلات والتكييفات المناسبة والمتعلقة ببيئة العمل وفقاً لملاحظات واقتراحات فريق العمل والمؤسسة الموظفة والموظف نفسه.
- متابعة دائمة بعد التوظيف لتذليل أي عقبة يمكن أن تواجه المعوق في مكان عمله، حيث يقدم المكتب خدمات استشارية لأرباب العمل.
وبالرغم من وجود قانون يرعى حق ذوي الإحتياجات الخاصة في العمل إلا أنه لا زال هناك صعوبات تعيق توظيفهم والتي من أهمها: طبيعة المؤسسة وهيكلها البنائي الذي يحول دون إمكانية وصول الأشخاص المعوقين إلى العمل بسهولة ويسر، نقص الوعي المجتمعي نحوهم وعدم المعرفة الكافية بإمكانات وقدرات الأشخاص المعوقين بالإضافة إلى نظر البعض لهم بمنطق الشفقة وعدم الإيمان بقدراتهم، إلى جانب الوضع الاقتصادي للبلد وتفاقم ظاهرة البطالة مما يؤثر على عملية استخدام وتشغيل المعوقين، أما بالنسبة لبعض أرباب العمل فلديهم تخوف من خوض تجربة توظيف المعوقين وخصوصاً فيما يتعلق بالإنتاجية وتعرُّض المعوقين لإصابات العمل، وعدم توفر وسيلة نقل لهم.
ومن أجل مواجهة معوقات عملية توظيفهم تقوم مؤسسة الإمام الهادي(ع) حالياً بتنفيد دورات تهيئة للعمل بالتسيق مع إتحاد المقعدين، حيث تساهم هذه الدورات بمساعدة الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة وبالأخص الصم والمكفوفين على تطوير ذاتهم ومهارات التواصل لديهم مما يزيد من تقبل الآخرين وأرباب العمل لهم. كما وتسعى إلى زيادة الوعي لدى أرباب العمل وإطلاعهم على القدرات والمهارات التي يتمتع بها ذوي الإحتياجات الخاصة لا سيما الصم والمكفوفين وذلك من خلال الزيارات التي تقوم بها منسقة مكتب التوظيف إلى المؤسسات الإنتاجية والندوات التوعوية الموجهة إلى أرباب العمل.
لذا من المهم أن يبتعد أفراد المجتمع عن معاملة هذه الفئة بمبدأ الشفقة والرحمة, والتعامل معهم كأفراد أسوياء من حيث العمل والتوظيف وعدم استغلالهم بتخفيض رواتبهم الشهرية، إلى جانب توفير المعدات والتسهيلات المناسبة لمتطلبات إعاقتهم داخل المؤسسة.